كيف تتكون النجوم؟
في هذه المجموعة من المقالات سأكتب لكم ما تعلمته فيما يخص الفضاء وخاصة تكوين النجوم منذ ولادتها حتى فنائها.
منذ أن كنت صغيرا ظل الفضاء يستحوذ على الكثير من تفكيري وتأملاتي، فلطالما تعجبت من مدى اتساع هذا الكون ورحابته. وكلما نظرت الى السماء وشاهدت هذا العدد الضخم من النجوم كان دائما ما يراودني عدة أسئلة، فمم تتكون تلك النجوم؟ وكيف تكونت؟ وكيف تستمر في الحياة لمليارات السنين؟ وكيف تكون نهايتها؟ والاهم من ذلك، ما فائدتها في هذا الكون؟
السديم، هو تكتل وسحب ضخمة من غاز الهيدروجين، وهي مهد النجوم
حتى وقت قريب ظلت تلك الأسئلة وغيرها بلا أجوبة ولا تفارق ذهني، حتى سمعت بالحدث الفلكي العظيم عام ٢٠١٩ عندما تمكن مجموعة من العلماء من تصوير ثقب أسود بواسطة اّلاف المراصد حول الكرة الأرضية. والذي أثبت بشكل قاطع وجود الثقوب السوداء في الفضاء بعد أن كانت مجرد نظريات.
عندها قررت البحث والقراءة لمعرفة المزيد عن حياة النجوم وأجد أجوبة لكل ما كان يراودني من تساؤلات. والآن أنا في غاية السعادة بهذا القرار، فما قراءته وعرفته لم يجب عن جميع تساؤلاتي السابقة وحسب، بل أضاف عدة تساؤلات أخرى وفتح أمامي آفاقا من المعرفة لطالما أثارت فضولي واهتمامي.
الانفجار العظيم
بحسب نظرية الانفجار العظيم Big Bang Theory والتي تعتبر أكثر النظريات قبولا بين العلماء حول كيفية نشأة الكون، فقد كان الكون كله عبارة عن نقطة واحدة متناهية الصغر، متناهية الكثافة. أي أن كل ما في الكون الآن من مادة كان مضغوطا بقوة في نقطة شديدة الصغر وذات كثافة ضخمة جدا. وعند لحظة ما، حدث انفجار عظيم في هذه النقطة التي أخذت في التمدد والاتساع في جميع الاتجاهات. ومع تمددها بدأت الجزيئات مثل الاليكترونات والبروتونات في التكون.
تتصارع قوتى الجاذبية والمفاعل النجمي مما يحفظ توازن النجم واستمراره
ومع اتحاد تلك الجزيئات معا تكون غاز الهيدروجين والذي بدأ بدوره بتكوين تكتلات وسحب ضخمة تسمى بالسُدُم Nebulae والتي تعتبر مهد ولادة النجوم. فكما قلنا إن العنصر الأساسي في الفضاء هو الهيدروجين الذي يتواجد في السديم.
مولد نجم جديد
داخل السديم، تبدأ عناصر الهيدروجين في التجاذب تجاه بعضها والتكتل مع بعضها لتكوين كتلة متماسكة من الغاز، ثم يبدأ حجم هذه الكتلة بالزيادة عن طريق جذب المزيد من الغاز إليها ومع زيادة هذه الكتلة تزداد معها قوتها الجاذبة فتقوم بجذب كميات أكبر من الغاز المحيط بها في السديم، وهكذا.
مع استمرار كتلة كرة الغاز تلك في الزيادة تتولد قوة جاذبية جبارة تقوم بالضغط على مركزها ونواتها فيؤدي ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة المركز حتى وصولها إلى الدرجة الحرجة التي عندها يشتعل هذا القلب أو المركز وتشتعل معه كتلة الغاز العملاقة تلك معلنة ولادة نجم جديد.
صراع البقاء
القوى داخل النجم
طوال مدة الحياة النجم تتصارع داخله قوتان جبارتان تقوم كل واحدة بإلغاء تأثير الأخرى مما يحفظ توازن النجم واستمراره، وعند تغلب أي قوة على الأخرى سيؤدى ذلك إلى فناء النجم.
- القوة الأولى: هي قوة الجاذبية الناشئة عن كتلة النجم العملاقة، وهي قوة تتجه للداخل إلى المركز أي تميل إلى سحق النجم على نفسه. وهي القوة المشار إليها بالأسهم الزرقاء في الصورة.
- القوة الثانية: هي قوة المفاعل النجمي العملاق في مركز النجم، وهي قوة تتجه للخارج أي تميل إلى تفجير النجم في الفضاء. وهي القوة المشار إليها بالأسهم الحمراء في الصورة.
مع استمرار تعادل هاتين القوتين تستمر حياة النجم، ولكن إذا توقف التفاعل في مركز النجم لن يبقى إلا قوة الجاذبية وهنا تنتهي حياة النجم إما بالانفجار والتبعثر في الفضاء فيما يسمى بالـمستعر الأعظم Super Nova، وإما بالتحول إلا نجم قزم بلا حياة.
لا تنس أن تشاركنا رأيك بالتعليق والإعجاب . وأيضا، إعادة نشر المقال مع أصدقائك
ما هو رد فعلك؟
