ألم تر إلى ربك كيف مد الظل؟!

ما هو الظل؟ وكيف يكون الظل ثابتا؟ وهل الضوء مُنشئ الظل؟

ألم تر إلى ربك كيف مد الظل؟!

إن من أكثر الآيات القرآنية التي طالما أثارت اهتمامي وحيرتي هي الآية (٤٥) من سورة "الفرقان"، حيث يقول الله تعالى:

" أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُۥ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا"


ظل ساكن

وما أثار حيرتي هنا أمران. الأول هو كيف يكون الظل ساكنا؟ وكلنا يعلم أن الظل يتغير طوله وموقعه تبعا للضوء. فكيف إذا يمكن أن يصبح هذا الظل ثابتا بلا تغيير في طوله أو اتجاهه مهما تغير موقع مصدر الضوء؟ فهذه الآية تدل على أن الظل هو شيء مستقل تماما عن الضوء وهو ما ينقلنا للتساؤل الثاني.

كلنا يعلم أن الظل هو مقدار ما يحجب الجسم من الضوء. فأنت حين تقف أمام مصدر للضوء كالشمس أو أي مصباح، فإنك جسمك يحجب قدرا من الضوء عن الأرض وهو ما يشكل ظلك. وطبقا لبعد مصدر الضوء عنك وزاوية سقوط الضوء يتحدد اتجاه الظل وطوله.


الضوء دليل الظل

لكن إذا تمعنا في هذه الآية فسنجد أن الله قد خلق الظل أولا دون ارتباطه بالضوء. وهذا ما يدل عليه الحرف "ثم" والذي يعني الترتيب. فالظل خُلق أولا، وهو موجود سواء كان هناك مصدرا للضوء أو لا. ثم بعد ذلك جعل الله الشمس دليلا عليه. فضوء الشمس هنا هو يكشف لنا الظل وموقعه وطوله وليس مُنشأه.

فمثلا، لو وضعت طاولة في غرفة مظلمة فأنا لن أرى الطاولة، لكن هذا لا يعني أنها غير موجودة. أنا فقط لا أراها. لكن عندما أضئ الحجرة، سأراها. هنا ضوء الحجرة دلني على الطاولة الموجودة بالفعل ولم يُنشئها. بالمثل، الضوء سواء من الشمس أو أي مصدر آخر هو فقط كاشف للظل الموجود بالفعل وليس موجده.


ختاما

عندما أتأمل في تلك المعاني لا يسعني إلا أن أتعجب من قدرة الله عز وجل وعجيب خلقه وقدرته. قد لا تستطيع عقولنا أن تستوعب ذلك ولكننا دائما نؤمن يقينا أن الله (عز وجل) قادر على كل شيء ولا يسعنا إلا أن نقول سبحان الله.

صورة المقال من Freepik

لا تنس أن تشاركنا رأيك بالتعليق والإعجاب . وأيضا، إعادة نشر المقال مع أصدقائك

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow